معنى الصلاة على سيدنا محمد والآل

أكرمني الله هذا الصباح بالنعمة المزجاة بين يدي لأقول ما يلزم حول هذه الصلاة ، وأنا إذ أشد الحزام باتجاه الهبوط في مطارات آل محمد لأرى ماذا يقصد رسول الله عليه صلوات الله بالصلاة المبتورة لأسمعها من وحي السماء حيث تكون نهاية المصداقية لحديث الرسول وتنتفي عملية نقل الأحاديث وتشويهها بما يخدم مصالح الرواة ، كما حصل في عمليات التلفيق والتلزيق لأحاديث لم يتفوه بها رسول الله ولا يمكن لرسول ان يتفوه باحاديث تفرق شمل الأمة وتمزق البنى الاجتماعية وتعين الضالين على ضلالهم وتشحذ همم الحاقدين باتجاه الابرياء الطيبين .

بمدد من ولي الزمان وبعد الاتكال على حول الله وقوة الله اقول : ان الصلاة على محمد وآله نوع من التبريك وبث الراحة في النفس وبعث الشعور بالأمل في القلب وأداء لواجب الرسول وحصنا من التهور في مهاوي الرزيلة وسحقا لمطاوي النوايا المحدثة من النفس الأمارة بالسوء ومنح البال طول التفكر ونشر الوعي في الذات والبعد عن الفحش وسوء السبيل وعشرات آلاف الأمور التي تعيد التوازن للحياة ، هذا ما يلزم في الحياة ، اما مانحتاجه للمعاد فهو حرفيا : وآله :
( أي يا ألله امددنا بوجود إمام الزمان لكل عصر وأوان يقيم حجتك في ارضك وعلى خلقك يحميهم ويحفظهم ويقرر حياتهم ومماتهم وتصاريف أمورهم ومعادهم )
ومن لم يذكر الآل في صلاته على محمد كأنه بقصد او بغير قصد يقول ( يا ألله اقطع ذرية محمد ) لاسمح الله ، ثم من حيث الشكل فكل يوم واحدنا نتكلم عشرات آلاف الكلمات ومنها مفيد ومنها هراء ، فلماذا لانحشر كلمة ( وآله ) بين كل أكوام هذا الكلام ونكسب رضى الله ومحبة الرسول وقبول الأئمة ؟
بعض الأقوام – ولا اريد التحديد – احتراما لقوانين المنتدى بعض الاقوام ترى ان مصلحتها العليا قطع ذرية محمد الى الابد لأنهم يرون ان في ذرية محمد استمرارية لمحاسبتهم على افعالهم الشنيعة والمؤلمة بحق آل بيت محمد صلوات الله عليهم ، اعيد شرح النقطة بدقة أكثر :
كانوا قديما يسعون بأعلى طاقاتهم لذبح محمد عليه صلوات الله ، وعندما رفض ابو طالب عليه سلام الله ان يسلمهم اياه ملأ قلوبهم غيظا ، وبعدها بزمن قصير أسلم رسول الله أمانته الى بارئها ، وبينما هو في حالة التغسيل والتكفين ، ذهب البعض الى السقيفة ليجهزوا على رسالة محمد الى الأبد ، او ليطلقوا عليها رصاصة الرحمة الأخيرة ، أولئك القوم لهم طريقة في التفكير حول الدنيا وما يريون منها من مال ونساء ... الخ ، لكن الله الحافظ لدينه حفظ محمدا من الاعداء وهذا ثابت في سير النبوة على اختلاف تصانيفها ، لكن الأمر لم ينته لأنه تم في السقيفة اتخاذ القرارات التي لانكول عنها مهما كلف الثمن ولو زالت البشرية قاطبة ومن هذه الأوامر
1- قتل وذبح الطالبيين وآل بيت محمد ومحاولة محي ذكرهم وأثرهم
2- إضرام نيران الارهاب في حرب الجمل بقيادة أم المؤمنين ......... وحسابها على الله
3- توطين العرش الطاغي على القيم والدين وإرغام الخلق على قبولهم بالكلمة او بالسيف – كربلاء مثالا – وقطام بنت سجية مثالا ايضا -
4- نتغيير معالم الحديث وارتفاع وتيرة التلفيق والتأليف لما لم يقوله الرسول لغاية التضليل الى اقصى حد ممكن
5- توجيه الاتهام وعلى مر التاريخ لآل محمد بالتكفير وغيره مما لا يليق بي ذكره
ان هذه الأوامر تسعى بجهدها الجهيد وسعيها المرير فقط لإزالة كلمة ( وآله ) من الصلاة على سيدنا محمد فتصوروا ايها الزوار الكرام كم هؤلاء ( الآل ) يقضّون مضاجع الطغاة ويرهقون اعصابهم ؟ لماذا ؟؟ وهل هؤلاء ( الآل ) يقصدون مايذهب اليه اصحاب السقيفة ؟
ان ( الآل ) بسمو مكانتهم ورفعة أخلاقهم يتسامون عن هذه الترهات ولاينحدرون الى هذه السويات الصغيرة لأن آل البيت عندهم مسألتين تشغلهم مادامت الشمس تشرق وبشكل لحظوي ، ( دار البوار ودار البقاء )
المسألة الأولى دار البوار فالله ارسلهم حجج على الخلق ليس لإرباكهم في الشريعة او غيرها ، بل لتنظيم أمورهم الحياتية وتعليمهم مناهج العبور الى الحياة الأزلية وضمان حياتهم بما يكفل لهم سلوك طريق الله
المسألة الثانية دار البقاء فالله ارسلهم الى دارنا ليعملوا معنا ما يؤهلهم ان يديرون شؤننا في دار البقاء الم تذكروا قول الله

فالمقصود بالرسل هنا من وجهة نظري أئمة آل البيت الذي كانوا كلً في عصره وهم المسؤولين عن شؤون أتباعهم يوم الورود دار الخلود