كانون ينساب من جدران غرفتي . . . لكن . . . قلبي المحترق ما عاد يحس ببرد ينخر عظامي . . كأن الموت يصطادني ببطء .
عجوز أنا . . و عجوز . . كل شيء أصبح من حولي , فقد تهرأت الستائر و تآكلت الجدران .
شئمت اللحظات وجودي . . فتراها مسرعة . . خائفة . . كأنها ترثي صوري و ألعابي
قطرات الشتاء أثقلت جناحي . . أم تراه . . الندى قد كلل أوراقي . . . ربما أنتظر طويلا . . كي تجيب أحلامي .
اليوم استعددت للسفر بين صفحات النت . . و لأول مرة كانت محطتي " 123SAT.com" . . و لآخر مرة ستكون هذي .
لم أزل طويلا حتى بلغت رسائلي الخمسون . . و مثلها . . بلغت .
لم يحتمل تكويني سهما فوق الجرح . . و ألما وراء الألم . . . فالحبر سما أصبح و الكلمات تغزو قلبي . . كهرباء . . تلسع مشاعري و أحاسيسي .
لكن همسا لطيفا عبر الأشواك . . و اقترب . . رويدا رويدا
تاهت عيناي بين الأسماء " ها هو شعاع من نور , أتى متقطعا خائفا و أنامله ترتجف . . نعم . . أتى كي ينقذني في وحدتي " عنوانهLOVE WHISPER "
حياني فرددت التحية . . و أقبل بوجه باسم فأشرق وجهي . . . لأن أنانيته اقتطفت البنفسجة الصغيرة بين الرياحين المغرورة . . نعم . . لقد اختار أن يكون الحنان الذي يضم كانون . . بدفء يعانق عطري البارد .
هربت كلماتي مني , ضاقت حروفي بين أصابعي . . و لا أملك سوى أفكار مبعثرة .
و ها أخيرا . . . نطق صوتي الخجول . . مع أن يداي تحتضن نداءاتي . . لكن . . صمتا رماديا يحلق داخل عيني . . في حيرة .
إليك سيدي ما زلت أسافر بخافق مدنف . . و هنا . . قد تركت ظلي المسكين .
سطرت لك خطوط الرسائل دفاتر من قصائد . . ثم . . أبعثها برفق يلون تنهيداتي .
نعم هو أنت . . عزيزي , و لحظات هي . . لكن . . كأن صوتك صدى لأول ضحكة مع بدء تكويني .
أنت النجم بعيد لكن ضوءه قريب . . مزقت أشعته أمواج ذاكرتي لتخلد فيها غير مبارحة .
ستكون فارس قصتي اليوم . . و سنغرد سويا بين سطور غزلتها خيوط الليل الحريرية . . المنسابة ببطء . . أمام عينيك . . داخلهما بريق يلتمع . . كالقمر . . في حالك السواد .
إذا نطقت جدلت حروفك . . من الصمت الجميل . . ألحانا زرقاء.
إذا أغمضت أهدابي أبحث عنك . . بشغف ! و أعاتب الشمس إن جاءت تداعبني . . و أسأل الصبح : " كيف الليل يرتحل ؟ " فمنذ ثوان كاد الحلم يكتمل .
و كأن أغصانا غضة تحملنا فوق السحاب الأخضر . . هل سمعت , من قبل , بسحاب أخضر ؟
أولا تشعر بالقطرات المتطايرة تحت أقدامنا حين نبحر عبر العشب المخملي . . نعم . . لقد ذاب الثلج عن عروقي . . و أنشد نبضي عودة الربيع . . .
لم ألبث طويلا أمام هذه الشاشة العجيبة . . حتى . . أدرك أنها منهل . . عذبة مياهه , مطر . . حلوة قطراته
تنطق بكلمات شفافة . . لا تسمعها أذن , تحيي تعابير لطيفة . . لا تراها عين . . .
لكنها . . تدخل الإنسان . قلبه , و تروم الفؤاد . . مشاعره بأرقى إحساس . . إلى دنيا . . حيث أغرقتني في حبر دواتي , و أنسيتني ريشتي